بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا
معشر الأمة الإسلامية نظرا لواقع الأمة الأليم الذي نعيشه وجب التذكير
والوعظ والنصح وخاصة ونحن في الشهر الكريم وكما تعلمون لهذا الشهر حرمة ...
لذا فأحببنا أن نتكلم عن حكم مشاهدة الأفلام والمسلسلات والفيديو كليب و
ما إلى ذلك من الموسيقى والأغاني ..
إن لكل منها عدة محاذير شرعية، يكفي الواحد منها لتحريمها؛ فمنها:
أولاً:
إنها لا تخلو من الموسيقى والمعازف والغناء، وتحريمها هو الثابت عن
الصحابة، وهو مذهب الأئمة الأربعة؛ واستدلوا بأدلة كثيرة، منها حديث أبي
مالك الأشعري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليكوننَّ من
أمَّتي أقوام يَستحلُّون الحِرَ والحَريرَ، والخمر والمعازف" (رواه
البخاري).
ثانياً: ومنها وجود النساء المتبرجات، الكاشفات عن
أجسادهن، ورؤوسهن، وشعورهن، والواضعات للمكياج، والأصباغ، وسائر أنواع
الزينة، مما لا يجوز للمسلم النظر إليه؛ قال الله تعالى: {قُلْ
لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ
لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ
وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور:30،31]،
ومعلوم أن النظر لمثل هؤلاء يشجع على الفاحشة، ويقلل الفضيلة، ويجعل الرجل
يزهد في زوجته، والمرأة تأنف من بعلها؛ لأن أصحاب هذه المسلسلات يختارون
دائما أجمل النساء، وأجمل الرجال؛ مع مايصاحب ذلك من المساحيق وأدوات
التجميل، وخداع الكاميرا والتصوير؛ بغرض الإثارة والتشويق، مما يكون له
الأثر السيِّئ على المشاهد؛ حيث وُجِدَ الكثير ممن يتعلقون ببعض الفنانين،
أو الفنانات؛ لجمال الهيئة، فضلاً عمن يتخذ هؤلاء قدوة له في حياته.
ثالثاً:
ومنها أن تلك الأفلام والمسلسلات لا تخلو من كذب، واختلاط، ومحاكاة لأهل
الفسق والفجور؛ كمن يمثل دور الزوج لفتاة؛ فإنه يعاملها وكأنها زوجته؛
فينظر إليها، ويلمسها، ويقبلها، ويعانقها، وتحريم كل هذا من المعلوم من دين
الإسلام بالضرورة.
فعمل هؤلاء مُحرم، وهم بعملهم هذا يزينون
الفاحشة، ويحبون إشاعتها في المجتمع، ومشاهدة هذه المسلسلات محرم قطعاً،
ولايسع مسلماً ولا مسلمة يؤمنان بالله واليوم الآخر، أن يجلس إلى شاشة
التلفاز في وقت تعرض فيه، كما لا يجوز للمسلم السماح بمشاهدتها لمن تحت يده
من أهل وذرية، كما يجب عليه غض بصره عما حرم الله، وأن يقي نفسه وذريته
أسباب الانحراف وطرق الرذيلة والفساد. أما أغاني الفيديوكليب: فلا شك أنها
أشد حرمة من التمثيل والغناء المنفرد؛ لأنها تشتمل على الموسيقى، والغناء،
والرقص، والنظر إلى ما حرم الله ،،، وغيرها من الأفعال الشيطانية، ونستثني
من ذلك الأناشيد المصورة التي لا تصحبها الموسيقى، وتخلوا من المحاذير
الشرعية، وتدعو للفضيلة، وهي قليلة جداً،،
فيا معشر المسلمين يجب أن
نعلم أن أعداء الله عز وجل وأعداء دينه لا يهنأ لهم بال إلا إذا رأو
الفساد والرذيلة تنتشر بل تعم الأمة الإسلامية وذاك مبتغاهم وهم يجتهدون في
ذلك بكل الطرق والوسائل منها ما نذكر على سبيل الذكر لا الحصر : التلفزيون
..
فحق علينا أن نقاطع أعداء الله و أعداء دينه ونعتصم بحبل الله جميعا ولا نتفرق والله أعلم.
اللهم إن أصبنا فمن عندك وإن أخطأنا فمن عند أنفسنا
نسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا وصلى الله على نبيه الصادق الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .